الخميس، 29 يوليو 2010

بين الرؤية و السماع

بين الرؤية و السماع






سيناريو







1) ـ لقطة متوسطة






نخــــــيـل










2) ـ لقطة قريبة






نخلة تتخذ شكل الصليــب


الذي تحولت أذرعــه إلى


أهلّة بتقوس السعف














3) ـ لقطة بعيدة






سمـــاء ...          يسمع صوت محركات


طـائرة تحـلق متــخذة      الطائرة في نهـاية


شكل الصليب                اللقطة














4) ـ لقطة بعيدة (من الجو)






مبنى يرى سطحه و تظهــر        محادثة لاسلكية غــير


عـلامة التسديد كالصليب ..        واضحة ممتزجـة


يقصف المبنى                      بصوت محـركات


الطائرة










5) ـ لقطة متوسطة






سمــاء......


طـــيور متخـــذة شـكل          صوت دوي الانفجار


الصليـب .. صلـبان محلقة        و صوت المحركات


مذعورة تعبر الـكادر من


أسـفل اليمــين إلى أعـلى


اليسار










6) ـ لقطة بانوراما


قتـلى و جرحى .. ركـام         أصوات بشـريـة


مبـان .. سيارات إسعـاف       صارخة مختلطة


تحمل عـلامة الصليب ..       بـصوت أبـواق


نسـاء و رجـال يرتدون        سيارات الإسعاف


زيا موحدا عليه علامـة


الصليب














7) ـ لقطة مقربة جدا






ذقـن حلـيق .. و يـاقـة      صوت المذيع : أيها الأخوة


قميص أبيض و ربـطة    المشاهدون إنها حرب صليبية


عنق زرقـاء بلون قاتم     عـلى الإسلام و المسلمين..


يمس طـرفها الأطـول     نعم إنها حرب صليبية لا شك


حافة الكادر السفـلى و فوق    فـي ذلك .. هاهم الصليبيون


القميص سـترة سوداء أنيقة     يدمرون قـرانا و مدننا


من الحريــر .. التشـكـيل    و يقتـلون الأطفال و النساء


يوحي بشكل الصلــيب ..    و الرجال و الشباب و العجزة


يبدو الوجه بحركة الكاميرا      و الرضع ...


كاملا














8) ـ لقطة مبتعدة






نساء و رجــال الصليــب الأحمر     صوت المذيع : أيها الأخوة


منهمكون في إخلاء القتـلى       المشاهدون إنها حـرب صـليـبية


و إسعـاف الجرحى          عـلى الإسلام و المسلمين..


                             نعم إنها حرب صليبية لا شك


                             فـي ذلك .. هاهم الصليبيون


                             يدمـرون قـرانا و مـدننا


                           و يقتــلون الأطفال و النساء


                       و الرجال و الشباب و العجزة


                         و الرضع ...










9) ـ لقطة زوم (منقضة)






من بين العدد الكـبير من             صوت المذيع : أيها الأخـوة


الأشخاص تختار الكاميرا          المشاهدون إنها حـرب صـليـبية


أحـد رجال الصليب                 عـلى الإسـلام و المسلمين..


الأحمر... تقترب منه ..            نعم إنها حرب صليبية لا شك


الوجـه ملطخ بالدمـاء ..          فـي ذلك .. هـاهم الصليبيون


الحـزن باد بــقوة في             يدمـرون قــرانا و مـدننا


العيـنـين .. يســتدير             ويقتـلون الأطفال و النساء


متوغـــلا في العمق ..         و الرجال و الشباب و العجزة


تثبت اللقطة على الصليب       و الرضع ...


المرسوم على ظهره










10/2006












الأربعاء، 28 يوليو 2010

سيناريست يدعى الدماغ

سيناريست يدعى الدماغ







سيناريو



اللقطات من ثلاثة مشاهد : المشهد الأول نهار ــ غابة و المشهد الثاني نهار ـــ شارع و في النهاية مشهد داخلي ــ منزل









1) لقطة متوسطة










غابة ... تبرز بين الأشجار    أصوات زقـزقـة العصافير


لافتة معدنية يعلوها بعض     وغيرها من الأصوات التي


الصدأ.. تقترب منها الكاميرا   يمكن أن تسمع في الغابة


بحيث يمكن قراءة ما كتب


عليها :"حقل ألغام"






2) لقطة عامة






شارع .. به حركة ملحوظة   أصـوات الـناس


للناس و السيارات .. تخـتار   و السيـارات


الكاميرا من بين الناس امــرأة


جميلة في مقتبل العمر تســـير


مسرعة خارجة من الزحـام


إلى بقعة أقل زحاما










3) لقطة متوسطة






غابة .. يدخل رجل الكـادر   أصـوات الغـابة مع


من جهة اليمين .. يتــأمل     موسيقى معبرة


اللافتة المعدنية التي تحذر


من حقل الألغام .. تصاحبه


الكاميرا و هو يتحرك مبتعدا










4) لقطة متوسطة






شارع .. المــرأة تواصـل    أصوات الشـارع مع


سيرها المسرع مع كـثرة    موسيقى معبرة


التلفت إلى يمينها و يسـارها


وإلى خلفها










5) لقطة قريبة






شارع .. ثلاثة شبان يتبعون    أصـوات الشـارع .. تخفت


المرأة التي تخرج من يمين     تدريجيا بسبب خفة الزحام


الكادر و الخوف باد عــــلى    و بسـبب الارتفاع التدريجي


وجهها .. أما وجوه الشبـــان    للمـوسيقى المصاحبة


فتعلوها ابتسامة ماكرة






6) لقطة بعيدة






غابة ... الرجل يبدو ضئيلا    موسيقى


تائها






















7) لقطة قريبة






غابة ..يمر الرجــل بلافتـة


تحذيرية أخــــرى يبتعد     أصوات الغابة مع موسيقى


عنها و على وجهه علامات


الخوف و التعب






8) لقطة متوسطة






شارع ... يتـفرق الشبان     أصوات الشارع و الموسيقى


الثـلاثة أحدهم إلى جهة


اليمين و ثان إلى جهة اليسار


بينما يظل الثـالث يســير في


اتجاه الكاميرا






9) لقطة بانوراما






غابة ... ثمة حـركة غريبـة    أصوات الغابة .. يسمــع في


للأعشاب و الشجـيـرات        نهـاية اللــقـطة عــواء


الصغيرة ... تتحرك الكاميرا    ذئب بوضوح


بحركة استعراضية لنـــرى


الرجل وقد لاحظ هذه الحركة


و الخوف باد على وجهه






10)لقطة متوسطة






شارع ... الـمـرأة تسـيــر      موســيقـى و يســمـع


مسرعة في اتجـاه الـكاميرا    صـوت إطــارات السيارة


.. يتحول السير إلى جـري     أثناء الفرملة و صوت المنبه


و الشبان في إثــرها تعبـر     الذي يشبه عواء الذئب


الطريق تكاد تدهسها سيارة


شرطة مسرعة تنطلق السيارة


معرقلة الشباب قليلا










11)لقطة راكضة أو ملاحقة






غابة .. الرجـل يـركض ..       موسيقى


و تبدو الذئاب بين الأعشـاب


غابة ..يمر الرجل بلافتـة


و هي تطارده يمـر الرجـل


بلافـتة تحـذيـرية ينحـرف


قليلا










12)لقطة متوسطة






شارع .. تنطلق المرأة مبتعدة      موسيقى


عن الكاميرا .. يدخل الشبان


الثلاثة الكادر من أسفل و مـن


اليمين و من اليسار منطلـقين


في أثر المرأة










13)لقطة متوسطة






غابة .. الرجـل يـركض ..     صوت لهاث .. أصوات


يدوس ذئب على لغم يرى      الانفجارين


الغـبار المـتطاير بسـبب


الانفـجـــار. ينبطح الرجل ..


انفجار آخر










14)لقطة قريبة






تطل الكاميرا من نافذة من داخل     صوت الطرق على الباب


المنزل لنرى المرأة تدق البــاب


بعنف






15)لقطة قريبة






بانفجار ثالث .. ينتفـض الرجل     صوت الانفجـار


المنبطـح .. يتطاير الغبـار










16) لقطة قريبة


منزل .. غــرفة النـوم.. يـلقي     صوت الطرق على الباب


الرجل الذي كان نائما في سريره


بالـغـطاء مذعـورا و يقـفز من


سـريره مـسرعا نحو الباب (و هو


الرجل نفسه الذي ظهر في اللقطات


السابقة في الغابة)


.. و يفـضل في المونتاج مـزج


نهاية اللقـطة (15) ببداية اللقطة


الأخيرة ليحل الغـطاء المـلقى به


محـل الغبـار المـتـطاير بــسبب


الانفجار و يتم المزج في الصـوت


أيضا














10/2006








السبت، 24 يوليو 2010

اللي بيته من أكراد


اللي بيته من أكراد




(اللي بيته من أكراد ما يحدفش الآخرين بالسفن)



        هذه العبارة ربما قالها ناتنياهو ناصحا بها أردوغان أو ربما كانت لسان حال العلمانيين في تركيا أو لسان حال المدافعين عن حقوق الإنسان أو لسان حال أوجلان .. فبعد حادث الهجوم الإسرائيلي على سفينة مرمرة المشاركة في أسطول الحرية المنطلق من الموانئ التركية لوحظ ازدياد نشاط حزب العمال الكردستاني في تركيا و قيامه بالعديد من العمليات العنيفة و تنظيم التظاهرات الشعبية .. و قد راجت تكهنات بوجود ارتباط بين ما حدث من انطلاق أسطول الحرية بدعم تركي لإحراج إسرائيل و بين هذا التنامي في العنف الكردي و ذهب البعض للقول بأن إسرائيل تقف وراء هذا الحزب و تدعمه

 






الأكراد شعب شديد المراس ظلوا على خلاف و خصومة مع الدولة العثمانية منذ قرون حتى إبان سيطرتها على معظم البلاد العربية فيما عرف بالخلافة العثمانية و قد فشلت محاولات هذه الخلافة في كسر شوكتهم و في ترحيلهم من وطنهم و توطينهم في أماكن أخرى و قد جاءت ببعضهم إلى ليبيا و لكن ما لبثوا أن عادوا من حيث أتوا .. و هم من سكان هذا المكان الذي يشمل بعضا من سوريا و العراق و إيران و تركيا .. و منهم الأيوبيون الذين ينحدر منهم صلاح الدين .. و أذكر أنني سمعت أحد الشعراء الليبيين في معرض السخرية من العرب يقول في شطرة من بيت :



..................................................... و حتى صلاح الدين في لصل م لّكراد




رسائل بوشمارو

رسائل بوشمارو إلى أمه*




       هو بوشمارو السويسري والده يدعى لشتالو .. كان قد مات في إحدى رحلاته للصيد .. و أمه تدعى لشتروما .. كان شابا مولعا بصيد الخنازير البرية في جبال الألب .. ذات ليلة انطلق مع كلبه و كان كلب صيد ماهرا .. كانت ليلة دامسة الظلام و الكلب يكتشف شيئا غريبا و يفقد هدوءه السويسري و تعتريه هستيريا الطراد .. لم يكن خنزيرا بريا حينما لمحه بوشمارو على ضوء البيلا .. استمرت المطاردة حتى شروق الشمس حينما اكتشف بوشمارو و كلبه نفسيهما أنهما قد دخلا ليبيا .. عرفا ذلك من صياد استطاع و كلبه الإمساك بالطريدة التي كانا يطاردانها فإذا هي صيد ليل .. شرح الصياد الليبي لزميله السويسري بلغة إنجليزية ركيكة حكاية صيد الليل الذي كان إنسانا و مسخه الله بهذه الصورة لذنب ما و أسمعه نص اللعنة : عيشتك جهير و مونتك حفير .. الكلب ينبح و العصا تنقح .. شاة مباح حلال بذباح و بلا ذباح .. و شرحها الكلب لزميله بلغة كلبية فصيحة لأن لغة الكلاب عالمية .. قال الكلب السويسري : - مسكين هالصيد أزعمه جده أيش داير؟

رد الكلب الليبي : - يستر الله بلكي حتى نا و ياك مساخيط كيفه



        أما بوشمارو فقد انهمك في تناول اللحم المشوي الذي يتذوقه للمرة الأولى .. سأل بوشمارو عن اسم المنطقة فأخبره زميله بأنها تسمى سيقرة و هي التي يقول فيها الشاعر :

لو كان يا ميلانو .. ياخذوا مكانك سيقرة و اردانو .. و تجي عندنا



       أرسل بوشمارو إلى أمه رسائل عديدة يحدثها فيها عن الليبيين و حياتهم و كيف يفكرون .. منها ولعهم بالضيق و عشقهم للقولبة و كرههم للتمايز .. فبينما لديهم أبجدية من 28 حرفا تعطيهم اختيارات متعددة تجد الأسرة على كثرة أولادها و بناتها توحد بداية أسمائهم لتبدأ جميعا بالحرف نفسه .. و ربما قادهم ذلك لتوحيد أسماء القبيلة لتبدأ بحرف واحد

       و من غريب ما لفت نظره أن فقيرهم يتزوج أكثر من واحدة ربما تحت شعار هي خاربة خاربة أو هو مو نايض مو نايض بينما يكتفي غنيهم بواحدة .. و إن الأمانة تلد و وليدها في التصعيد يهدى لأهلها .. و قد بعث إليها بشيء من صوب خليل بصوره السوريالية و حدثها عن الطيرة و الزرافة ليقول لها بأن الاتجاه السوريالي في الشخصية الليبية هو الغالب و هو عريق أصيل .. و قد بعث إليها بهذه القطعة الشعرية التي يبدو أنها أعجبته و هي تصب في الاتجاه ذاته :

رينا بصاير في السما يتماشن .. و جتّن بصيرة من بعيد و طاشن

بصاير عدة

و رينا بصيرة بينهن ممتدة

و جاهن بصير كبير واصل حده

كلا روسّن لاكن بلاهن عاشن

.. و كانت أمه تدعوه في رسائلها دائما للعودة إلى أرض الوطن و ترك الليبيين و أفكارهم الغريبة



و ننشر هنا إحدى رسائله التي ركز فيها على تعامل الليبيين مع الأرض .



في هذه الرسالة كتب بوشمارو يقول :

      أمي العزيزة الحمد لله أنك بصحة جيدة .. أما عن عودتي فاعذريني .. فلحم صيد الليل المشوي لا يماثله لحم في العالم كله .. كما أنني اكتشف من عجائب الليبيين ما لا يخطر على بال أي رسام أو كاتب سوريالي .. إن كاتب مسرحية في انتظار جودو لو عاش في ليبيا أسبوعا واحدا لما كتب تلك المسرحية .. و لأكتشف أن خياله السوريالي أو العبثي متواضع جدا .. كنت قد حدثتك عن بعض أفكارهم .. و منها ما سأحدثك عنه في هذه الرسالة و هو يتعلق بمعاملتهم للأرض .. من غريب ما لاحظته أن الليبيين يفرحون بالمطر الذي يحدث سيلا و يتباشرون بأخبار السيول و هي تنقل التراب إلى البحر .. و قد تعلمت من أصدقائي في الجبل الأخضر فنا أدبيا منتشرا في ليبيا و هو التغناي و التشتاي و هو تأليف الغناوي و الشتاوي و هو مثل (الهايك) الياباني .. و قد ألفت غناوة على موضوع السيل هذا .. تقول الغناوة :

السيل ف التراب إيشيل خراب و العرب فارحين به .

      و كتب لها ترجمتها .. ثم طوى الرسالة و وضعها بعنق كلبه المخلص كالعادة .. بعد شهر عاد الكلب حاملا رد أم بوشمارو .. كانت قد قرأت نص الغناوة أو الترجمة .. و ردت برسالة ليس بها إلا غناوة فقط .. تقول الغناوة :

اللي يفرحوا بالسيل عدو لرض ترجى خيرهم ؟





ـــــــــــــــــــــــــــــــ

* لشتالو , لشتروما , بوشمارو : أسماء مواقع بمنطقة عين مارة