السبت، 13 مارس 2010

العرس الطويل

العرس الطويل








إلى الأصدقاء:


أحمد يوسف عقيلة.. وفتحي محمد السنوسي.. وعلي مسعود ميكائيل.. والأستاذ الأديب يوسف إدريس.. الذي أوحى إليَّ بمغامرة كتابة هذا النَّصْ حينما قرأت نصَّه :(قصة ذي الصوت النحيل) والوارد بمجموعته القصصية (لغة الآي إي).


***






ـ حوو..حوو.


*صهيل..هذي قطعة مثلثة من سروال جدِّي الخضَر..وبالقرب منها قطعة مربعة من قفطان حَنِّي..برتقالي بزخرفة نباتية حمرا..وتلك قطعة من جلاَّبيتي البيضا المخططة بالأسود.. ذكَّرتني بالشباب..حينما كنت طالباً نجيباً..كنت نمشي للمدرسة بحماس غريب..ونقطع مسافات طويلة مشياً..كنّا من جيل نادر..جيل الطفرة..كان والدي هذا الشيخ النائم بجواري يسألني كلما وجد معي أحد أصدقائي:


ـ منين صاحبك هذا؟.. لمن في العرب؟..


*والله ما نيش عارف!..


ـ أيش اسمه؟..


*اسمه: أحمد يوسف عقيلة..فتحي محمد السنوسي..علي مسعود ميكائيل.


ـ ميكائيل بو من؟..


* ما نيش عارف.


ـ خرَّف..عليك صحبة!..


كان والدي يريد معرفة القبيلة..القبيلة كانت كل شيء .


ـ حوو..دقب..دقب..ورر.


*فعلاً..بالضبط هذا ما أجده عند أخي الأصغر..دِيْمة يقول:


ـ نحنا عَيْت يونس متفرقين..ضروري نشكّلو روابط..ضروري نتّحدوا.


*ضد من؟.. لا أدري..أمَّا نحن فكنا جيل الطفرة..جيل فرح بالدولة وفرح بالوحدة التي تمت بهدوء ولأول مرة في التاريخ.


ـ بف..أص.


*مانكش امصدِّق!..راجع التاريخ.


ـ خررر..بف..خررر..تيت..أص..حوو..دقب..دقب.


*خلاص..خلاص..ما علينا..هناك في الزاوية البعيدة قطعة من سروالي..لكَم تباهيت به..كم كنت محط أنظار الفتيات عندما ألْبسه..سروال أصفر بخطوط زرقا دقيقة..إنه من قماش كما قال عنه التاجر الذي باعه لنا:


ـ اغسل والْبس.


ـ دقب..دقب..دقب..ورر.


*بالضبط ما كنت قادراً على غسله دائماً..فالمياه نادرة..وعلاقة الرُّحَّل بالماء علاقة غريبة..في مرة من المرات اضطريت نغسله..وفي انتظار جفافه كمشت تحت البطانية..ولمَّا دخل عليّ ضيوف انسللت بالبطانية م الخالفة.


ـ هيه..يييك.


*الخالفة وحدة م الزوايا الخلفية في البيت..أذكر أن ذلك حدث في الربيع.


ـ خرر..بف.


*لا لا..أنا متأكد..البيت كان بيت ربيع..مكون م المسادي بس..ما فيش رقاقيع كيف هذي.


ـ حوو.


*لا..أنا متأكد هذا بيت صيف..هناك بيت للربيع وبيت للصيف وهو المرقَّع.


ـ بف..خرر.


*أيوه أنت تسميه خيمة..هاها..انشا الله مافيش حد اسمعني و ألا شافني ونا نضحك..الحمد لله ما فيش حد..لو رآني شخص ما لظنَّ بي الظنون ..أكيد يعتبرني مجنون:


ـ الدكتور انجن..الدكتور امْطَرْشِق.


*على راي الشباب..المهم هذا موش خيمة..الخيمة مصنوعة من قماش سميك..وتُجْلَب من المعسكرات..وتنصب في المآتِم..لكن البيت تصنعه النساء المتقدمات في السن..وينصب في الأفراح.


ـ هيه..حوو.


*صحيح..الشوادِ ر..هذي تقليعة مستوردة.


ـ هيه..ويك..تيت.


*دعنا من التغنٍّي..المرجع هو الإنسان القابل والصانع للتطور..لا العمارة و لا الخيمة..أقصد البيت..اللغة تاريخ..كيف يقولون على النجع مخيَّم؟.. المخيَّم مخيَّم اللاجئين مثلاً..كل لفظة تحمل تاريخها...لولا هذا لكانت الترجمة أهون وأيسر..لو كانت الألفاظ كقطع الغيار..لاستطعنا باستخدام القواميس أن نتحول جميعاً إلى مترجمين.


ـ حوو..دقب..دقب..ورر.


*طبعاً.


ـ خرر..بف..تيت..تيت.


*لا..تذكرتَّا..بعضهم يقولون عن النجع منتجع..هذي ألعن م الأولى..هل كان جدِّي البائس يعيش بمنتجع سياحي ومات دون أن يعلم بذلك؟.. يريدون للغة أن تتوقَّف عند نقطة ما.


ـ دقب..دقب..دقب.


*خيل..وقع سنابك..من أجل متعة السيد الإنسان ينْزف الجواد حتَّى آخر قطرة من عرقه..وأحياناً من حياته.


ـ حوو..حوو.


*هاها..الحمد لله ما فيش حَد..مشغولون بسباق الخيل..إنَّه عرس بعراَّسية.


ــ خرر .. بف .. بف


* صدقت يقولوا ع الحصان : الجضران .. هم اللي جضارى


ـ دقب..دقب..ورر.


*فعلاً أيمن أخي هذا ملعون..أيها الشقي من أين أتيت بهذه النكتة!..هاها: أحدهم يدعو صديقه من المدينة..لكي يتفرج على سباق الخيل في عرس قريبه..وكلما أراد هذا الصديق الانصراف استبقاه الداعي..لكي يشاهد هذا الفارس المستعد للانطلاق..ثم فارس آخر وآخر..ويستأذن الصديق صديقه في الانصراف بعد كل انطلاقه:


ـ نبِّي نمشي.


ـ خلِّك شوف هذا..هذا فارس فارس.


*وينطلق الفارس الفارس كأي فارس مجلَّلاً بالغبار.


ـ باهي..اسمح لي نبِّي نمشي.


ـ باهي بعد هذا..هذا أحسن واحد.


ـ يا أخي ايشني المتعة اللي فيها..ابنادم منطلقة به بهيمةْ.


* ابنادم منطلقة به بهيمةْ..فعلاً..المضحك في الصورة هو الإنسان..المضحك دائماً هو الإنسان.


ـ خرر بف..خرر بف.


*الشايب بدا يشخِّر ويضرب في البَفّ..صوت آخر يُضاف إلى هذي الحوارية..هذي السيمفونية.


ـ بف..خرر.


*معقولة؟!..ما نكش عارف ايشنو ضرب البَفّ؟.. ضرب البَفّ هو إصدار صوت بإخراج هواء الزفير من بين الشفتين؟..هذا الصوت يصدره الشيخ أو الشيخة في أثناء النوم؟..ربما لارتخاء الشفتين..ولصعوبة إخراج الهواء من الأنف بسبب الشيخوخة.


ـ دقب..دقب..حوو..حوو.


*خيل (اسملّه ع الخيل من ركَّابة السَّوّ).


ـ تيت..أص..أص.


*تيت:تُقال لحثّ الجواد على الجري..و أص:لإيقافه.


ـ حوو


*(والخيل والليل....).


ـ بف..خرر.


*أكيد نفس الشاعر..الشاعر اللي البارح يحكي ع الإبل والخيل والنواجع..لكن ليش نحسّ بالصدق عند المتنبي وعند الشعراء الشعبيين القدامَى وما نحسَّه عند عبدالحميد مثلاً؟.


ـ خرر بف..دقب..دقب..ورر.


*اعتقد أن السبب هو أن المتنبي اللي داخل النص لا يتنكر للمتنبي اللي خارج النص...هناك حالة انسجام.


ـ بف..خرر..أص.


*لا لا..ما تفهمنيش غلط..أنا ما نقصد التطابق..شاعر نجده خارج النص يمتلك سيارة آخر موديل..ويطبع قصائده ع الكمبيوتر..ويسجِّلها بالفيديو..ويشاهد ما تبثّه الأقمار الصناعية..ويستعمل الهاتف والفاكس..ويسكن منْزلاً عصرياً..ثم تجده داخل النص يستعمل الجمل والحصان ويسكن بيتاً كهذا البيت..الشاعران هنا في حالة عداء..الشاعر داخل النص ينكر علاقته بالذي خارجه..فالمبدع هنا يحاول التطفّل على عصرٍ مضى متناسياً عصره..ومن ذلك تنشأ حالة اغتراب بين الناص والمنصوص.


ـ هيه..حوو.


*هذي هي المشكلة فعلاً..مثل هذا الانفصام الذي يكون لدى المبدع ينسحب على المتلقِّي..فيقف من النص موقف الْمُقاطِع..وفي ذلك موت النص..أو يقف موقف الْمُتمثِّل..وفي ذلك اغتراب المتلقِّي.


ـ ويك..هيه..ويك.


*زعيق.. هناك بالرواق قطعة من سورية الشايب..كيف انتزعتْها أمي منه وهو متمسك بها اشد التمسك؟.. قطعة على هيئة نجمة سداسية..وهي باللون الأزرق والأبيض..هل كانت أمي صهيونية؟.. أذكر عقدها المصنوع من الفضة:


ـ عقد الحوافر.


*كما كانت تسميه كانت به نجوم سداسية..آه لو رأتْها الأجهزة الأمنية..لربما اتُهِمت بالانتماء إلى الحركة الصهيونية..أمن..الأمن.


ـ دقب..دقب..أص..أص


*(إذا لم يستتب الأمن فالحرية في خطر)..وإذا لم تستتب الحرية؟..


ـ خرر..بف..تيت.


*ولماذا لا تقول:فالأمن في خطر؟!...علاقة جدلية..تحت هذي النجمة بجوار الرواق صندوق مُزيَّن بقطع معدنية ملونة..بعضها على هيئة نجوم سداسية..صندوق بو رَنَّة..صندوق يستخدم في التصفيح بالإضافة إلى وظيفته كصندوق.


ـ دقب..دقب..هيه..ويك.


*تبِّي تعرف معنى التصفيح؟..


ـ خرر.


*ماشي..هو عمل سحري تُحصَّن به الفتاة..لكي لا تفقد عذريتها..تجلس الفتاة على الصندوق..وتُطعَم زبيبة أو تَمرة..وبينما تقوم إحدى العجائز الخبيرات بقفل الصندوق تردد الفتاة:


ـ نا حيط والراجل خيط.


*وبذلك تُحصَّن..وقبيل الزواج..قبيل الدُّخْلة تحديداً..تجلس الفتاة على صندوق مماثل وتردد ـ وإحدى العجائز تقوم بفتح الصندوق ـ:


ـ نا خيط والراجل حيط.


*وهكذا بانتقال النقطة من حرف بعد الرجل إلى حرف قبله تفقد الفتاة حصانتها.


ـ تيت..حوو.


*حصانة.


ـ حوو..دقب..دقب..ورر.


*ها ها..فعلاً نحتاج صندوقاً ضخماً تجلس عليه الشعوب..لكي تُحصَّن ضد مخترقي حقوقها..فأي صندوق أسطوري سيحقق ذلك..وأي تعويذة أسطورية يمكن أن تمنح الشعوب هذي الحصانة؟.


ـ هيه..ويك.


*ربما..ربما كانت هي الديمقراطية..أو بمعنى أوضح قدسية الحوار..ولكن هذي الديمقراطية أو هذي القدسية للحوار تحتاج أحياناً إلى تعويذة تحميها.


ـ خرر..بف.


*موش معقول..أمي تقصّ من ردائها قطعة على هيئة حوتة..ثلاث سمكات.


ـ تيت..تيت.


*علاقة غائمة بالبحر.


ـ أص..حوو..حوو.


*لا يمُثِّل البحر في تراثنا ولا في حياتنا مساحة تتناسب مع ما يُمثِّله على خارطة الوطن..بحر الرمال ما زال يشدّنا بقوة.


ـ دقب..دقب..دقب..هيه..ويك.


*ركض ولغط وصراخ..في سقف البيت وفي الأروقة..ذكريات..هذي ذكريات جدِّي وحنِّي والوالد ومعظم أفراد الأسرة..تم تخليدها بقطع من ملابسهم بأشكال هندسية متحرِّرة..حتى ملابسي أنا..أنا الدكتور الذي طالما صال وجال بأروقة الجامعة قبل أن يتركها..هناك قطعة من قماش أسود..لا أذكر أصلها..ربما من قناع أمي..وللقناع في اللهجة معنىً مختلف عن معناه في اللغة..إنه هنا عصابة للرأس..قطعة سوداء..وهي على صورة قريبة من هيئة الخفَّاش.


ـ هيه..يييك..يييك.


*من الْمُستبعَد أن يكون هناك حوار بين الإنسان والخفَّاش..واللوم في ذلك يقع على الإنسان كما أعتقد..خصوصاً إذا كان الخفَّاش إنساناً تعرَّض للمسخ في لحظة من لحظات غضب الرب.


ـ خرر بف.


*أشكال بديعة تصنعها أنامل أمي..فنانة..فن..إبداع..الإبداع.


ـ حوو..حوو..خرر بف.


*الإبداع حرية..حركة..لا قيد التخصص أوقيد الموضوع..لأن طُرق الإبداع عديدة..ولا سكون النمط أو سكون الإيقاع الرتيب..لأن الذين يعتبرون الإبداع حالة سكونية..يحوِّلون التجربة الإبداعية الناجحة إلى منهج دراسي..إلى روتين..هم لا يُدركون أن نجاح التجربة الإبداعية مُبَرِّر لتوقفها لا لاستمرارها..وأن المغالاة في تقديم البيئة البكر يؤدي إلى تعهيرها.


ـ أص..حوو..حوو.


*تستطيع أن تسميه الأدب السياحي..إنه كالصناعة التقليدية.


ـ أص..أص..حوو.


*بالعكس..معمول للسياح..صناعة تقليدية يقبل عليها السياح.


ـ تيت..دقب..دقب..ورر.


*وهل يُمكن اعتبار الصناعة التقليدية قاعدة لنهضة صناعية جادة؟.


ـ بف.


*نستورد حتى الذوق..نحب أن نرى بلادنا بعيون السايح..وأن نقرأ أدبنا بعيون السايح أيضاً.


ـ خرر.


*يتمنى السايح أن تتحول البلاد إلى خرايب..آثار..فهل ينبغي للمواطن أن يعتبرها كذلك؟.


ـ بف.


*....بين السائح والْمُقيم إلى حدّ التناقض في معظم الأحيان.


ـ دقب..دقب..هيه.


أولئك كُتَّاب أكلت قلوبهم الشعارات..يمجدون القبيلة والقرية ويُكرِّسون التفتيت..يصورون القرية الليبية كما لو أنها قرية صينية..بها زخم ..بها حياة..القرية الليبية هي القبيلة.


ـ أص.


*والمنفى.


ـ أص..أص.


*هل رأيت مدينة تحولت إلى قرية؟.


ـ بف.


*ولكن مآل القرية أن تتحول إلى مدينة.


ـ خرر.


*وإذن؟.


ـ خرر بف..خرر بف..هيه.


*يعني متفقين.


ـ حوو..أص..أص.


*هذا المنحنى التفتيتي اللي تحكي عليه بشي من التردد..قد يبدو في أمور كتلقُّب المبدع بالجهة أو القبيلة.


ـ ويك..ويك..أص.


*معروف أن القرآن ذكَّر بالقبيلة..ولكن ذكَّر أيضاً بالشعوب.


- ويك..يييك.


* (وأَنْذِرْ عَشِيْرَتَكَ الأَقْرَبِيْن...)!..كيف تقارن دولة عصرية بقرية كمَكَّة منذ اربعطاشر قرن؟.


ـ ويك..ويك..خررر بف.


*خليني نسالك: حركة الجهاد ضد الغزو الإيطالي مثلاً..هل تضرَّرت من النظام القبلي؟.


ـ خرر.


*المراهنة على القبيلة خاسرة حتى من ناحية أمنية.


ـ تيت..تيت.


*نحن نلمس مساوئ النظام القبلي في الدول المتخلِّفة..التي ما زالت تتبناه.


ـ دقب..حو..دقب.


*إفريقيا مثلاً.


ـ هيه..ويك.


*الإسلام..الإسلام جنت عليه القبيلة.


ـ حوو.


*الفتنة الكبرى..تَحوُّل الفتوح إلى وسيلة لجلب الجواري والسبايا والغنايِم لبني أُميّة وبني العباس.


ـ يييك..يييك.


*... وتسمي ذلك جهاداً؟!..


ـ خرر..أص..أص.


*اسمح لي أن أقول لك: إن ما حدث لهذا لجيل كان بسبب جرعة خاطئة..هذا جيل احترق بفعل غبائنا.


ـ بف..خرر.


*لا تبحث عن الخارج..دائماً الْتَمِس سبب مشاكلك في الداخل..ابحث دائماً عن الداخل وفي الداخل..لا تُعلي من شأن أعدائك..وتُحوِّلهم إلى آلهة إغريقية ذوات سطوة تُحمِّلهم كل أخطائك..هذي الظاهرة لا أجد فيها بصمة الخارج..بل أجد فيها بصمات الخطاب الإعلامي العربي..ومتاجرته بالدِّين..وجهله بأبسط القواعد التربوية.


ـ تيت..هيه.


*طفل يُعرَض عليه في التلفزيون مشاهد دموية..فيها يقتل الأخ أخاه..والأب ابنه..والْجار جاره فِي جو مقدَّس..كيف لا تتوقع منه إذا ما صار شاباً أن يَمتشق كلاشنكوف..ويبدأ بأبيه وأخيه وجاره؟!..هؤلاء كل واحد منهم صيَّرته بلاهة هذا الخطاب وغباؤه حمزة مزيَّف على سبيل المثال..وعليك أن تكون وحشيًّا..أو أن تفرّ بجلدك.


ـ خرر بف..خرر.


*تلك مرحلة لها ظروفها..هل نظل نسبح في بركة الدم إلى الأبد؟.. ثم تأكد أنَّ استحضار حقبة ما عبر خطاب ثقافي وإعلامي يؤدي إلى تمثُّلها..استُحضرت حقبة بداية الدعوة..فاستعد إذن للدخول بالمجتمع في مرحلة الفتنة الكبرى وملابساتها...ثم إنَّ تلك الحقبة ما كان يجب أن تُقدم بهذه الصورة.. ولا تنسى أنَّه قد تم تجاوزها بخطاب آخر: (لا إكراه في الدين).


ـ خرر بف ـ تيت.


*بالتأكيد..هناك أيضاً أسباب أخرى لهذه الظاهرة.


ـ يييك..يييك..هيه.


*من العبث تقديم الفكر الحر بطريقة استبدادية..ذلك يؤدي بالمفكِّر إلى الوقوع في ورطة تنسحب بدورها على الفكر.


ـ هيه..يييك..خررر بف.


*لغط وصراخ وشخير.


ـ دقب..دقب..دقب..ورر.


*ركض وزغردة.


ـ ورر.


*أيُعقَل أن تكون كل هذي الزغاريت أو الزغاريد صادرة عن النساء؟.. أي امرأة تستطيع أن تصمد في هذا الجو الذكوري؟.. ربما كانت صادرة عن الرجال..فبعضهم يُجيد فن الزغردة..وإن كنت أذكر في طفولتي أنني سمعت أنَّ زغرودة الرجل تنشقّ لها السماء.


ـ دقب..دقب..هيه..يييك.


*أمَا لهذا العرس الطويل من نهاية؟.. أما لجنون هذي العرَّاسية من توقف؟..


ـ خرر.


*لابد من الخروج إذاً..يجب إنقاذ ما يمكن إنقاذه من الجياد.


(1998.6)






















ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق