السبت، 13 مارس 2010

شجون التمعني

شجون التــَّمَــعْــنِي



الإهداء: إلى القارئ الماراتوني .. قارئ المشوار الطويل






Altamy.blogspot.com

Mazeltna.maktoobblog.com

abdhaabd@yahoo.com





لا تستهن باليومي ففيه خام المعنى :



يعتريني إحساس بالغربة كغربة الثاء و الذال في مصر و الشام وشعبية طرابلس






مباريات التعادل أو ملغاة النتائج :






(1)

وكم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة .. و كم من فئة كثيرة غلبت فئة قليلة .. انتهت المباراة بين الكثرة و القلة بالتعادل بهدف لكل منهما






(2)

رب كلمة تقول لصاحبها دعني .. و رب كلمة تقول لصاحبها قلني .. تعادل الصمت و البوح بهدف لكل منهما .. ما أسهل التعرف على كلمات اللغة .. ما أصعب فهم لغة الكلمات لنعرف ما تقول






(3)

الغاوي عمى و الزاهد أطرش .. ألا يمكننا القول : الغاوي أطرش و الزاهد عمى ؟


إذن تعادل الغاوي و الزاهد في العاهات و صار من المستحيل التفريق بينهما .. أين المحايد بن الموضوعي الأعور؟






(4)

الضربات التي لا تقصم الظهر تقويه .. اللي ما تقتل اتسمن






الأصيل و المضاف :






(1)

يتهدج صوت الإمام تأثرا و خشوعا و هو يقرأ قوله تعالى : عتل بعد ذلك زنيم


ترى أيستطيع هذا الإمام أن يترجم كلمة زنيم بالعامية بكل معانيها المحتملة؟ .. هذا سؤال الفخامة الأصيلة و تلك المضافة بفعل اللغة .. ما تستحي من قوله بالعامية قله بالفصحى .. هل أقول : الفصحى أرحب صدرا و العامية أشد صراحة؟






(2)

في المقابل .. إذا كان المتحدث ألثغا فهل تقتضي الترجمة الأمينة أن نخصص له مترجما ألثغا؟ أم نكتفي بترجمة الأصيل في المعنى فحسب؟






(3)

ــ لمن أنت في العرب ؟


ــ فخاخري


لم أفهم أهو فخاخري أم فاخري بلسانه عقدة


ــ بالجودة


ــ و بك أجود


لم يتلعثم .. و لكن ذلك لم يجعلني أتأكد تماما من حقيقة الخاء الأولى .. عيب المتلعثم أنه لا يتلعثم دائما






(4)

ما لون الحرباء؟ .. هنا أيضا يواجهنا المأزق التواصلي ذاته .. إذا قلنا: لا لون لها احتجت الشفافية .. و إذا قلنا: هي علبة ألوان احتج قوس قزح






(5)

كنت في لجنة التحكيم و المتنافسان الحرباء و قوس قزح و الجائزة علبة ألوان .. أعطيتها للحرباء لأنني أعرف الأصيل في قوس قزح .. أعرف جده الأبيض .. (أعرف حقيقة خائه الأولى) .. أما الحرباء فلا أعرف لها لونا آخر!!!!!






(6)

ما الأصيل في صوت البلبل و رائحة المسك و ما المضاف فيهما بفعل الدعاية و مسايرة الرأي العام ؟ .. لست مجنونا لأعترف أمام جمهور مسكاوي شديد التعصب بأنني أتضايق كثيرا من رائحة المسك .. لو قلت ذلك لرميت بالكفر .. و أما صوت البلبل فأنا لا أعرف البلبل لأعرف صوته .. ثم متى أقيم المهرجان العالمي للزقزقة؟ و أين؟ حتى فاز البلبل بجائزته؟ و ممن تشكلت لجنة التحكيم؟ و ما معاييرها؟ .. هذا الأسئلة لا يكف بو بليق و الزرزور عن ترديدها


= طول عمرنا انزقزقوا في هالوطن و ما حد ناشد علينا






(7)

يقول انتوني كوين على لسان عمر المختار : الضربات التي لا تقسم الظهر تقويه .. لكأنه قال : اللي ما تقتل اتسمن .. فالمقولتان متكافئتان .. لكننا نضحك من الثانية و لا نضحك من الأولى .. لماذا؟ .. أي ما الأصيل في المقولتين؟ الجد أم الهزل؟ .. إذن فهل كان مزاج عمر المختار و ظرفه الزمكاني يسمحان له بالهزل ليقول لرفاقه : اللي ما تقتل اتسمن؟






(8)

الشمس + الضباب = القمر


نموذج مبسط لما يمكن أن يفعله المضاف بالأصيل .. لا يمثل المضاف الإضافة دائما .. ماذا يحدث حين التقاء الشمس بالقمر؟


الشمس + القمر = الظلام






الصدى الحقيقي :






وقفت على قمة الجبل و صرخت بأعلى صوتي : يا له من انخفاض سحيق


جاءني الصدى من الوادي : يا له من ارتفاع شاهق


كان الوادي على درجة ممتازة من العمق لكن رده لم يعجب الببغاء






في تصدير العلة إلى الآخرين إهدار للتواصل أحيانا :






كان يبادل وضع سمّاعة الهاتف .. فإذا وضعها على أذن صاح في مهاتفه :


ـ علّي حسّك .. كنّه حسك واطي ؟!


وإذا وضعها على الأذن الأخرى صاح فيه :


ـ وطّي حسك .. كنّك تعربد ؟!






أحيانا أحاور نفسي :






(1)

أقول لنفسي : ألا ترين أن لغتي خشنة ؟ .. لغتي برية؟ .. ألا ترين عكوف غيري على تنعيم لغته و تزويدها بالأجنحة؟


ــ دعك من غيرك .. دع النعومة و الخشونة جانبا و تمسك من اللغة بالكفاءة و الصدق






(2)

ــ أليست اللغة المحلقة جميلة؟


ــ اللغة المحلقة جميلة .. عيناها آه من عينيها .. و صدرها آه من صدرها .. و شفتاها آه من شفتيها .. و ؟؟؟ آه من ؟؟؟ .. و لكنها آه من لكنها






(3)

الحدأة و هي تحلق إلى أقصى ما تستطيع الطيور لا تبصر من الأرض سوى الأفاعي .. الأفاعي أحلام الحدأة كوابيس الحرباء






(4)

للحصول على لغة محلقة أو مجنحة اتبع الآتي :


1 ــ احضر مسحوق المحسنات البديعية


2 ــ أذب المسحوق في محلول يد3 ا6


3 ــ اشفط


4 ــ انفخ


تتحصل على فقاعات صابونية سريعة الانفجار شحيحة التمعني






إنما المعاني بالنيات و بالمصادفة :






(1)

لم يكن أحدهما يستطيع رؤية الآخر ولكن على الأرجح يستطيع سماعه .. سألها :


ــ فيه أمواس حلاقة ؟


ــ السيّاقة ؟


ــ آهْ ؟


ــ ...................؟


ــ فيه ؟


ــ وايش تبي اتسيّق ؟


ــ وجهي طبعاً


ــ ......................؟


ــ فيه؟


ــ نعم


ــ وين ؟


ــ في الكوجينة


ــ ع الكوميدينة ؟


ــ نعم


دخل غرفة النوم ثم خرج وفي يده علبة أمواس حلاقة .. سألته ــ بعد فترة ــ من مكانها :


ــ كمّلت؟ .. راني نبِّي السيّاقه


ــ وايش تبي تحلقي ؟


ــ الصالة


ــ الصالة ! .. اتحلقي الصالة ؟!






(2)

= ما أروعك يا سوء الفهم لولاك لم نتعايش


علامة التساوي تساوي شرطتي حوار .. يحدث التساوي بحوار مزدوج






تجاوز الجرعة المقررة من سوء الفهم و خطر الرومانسية :






قرأَتْ له .. أساءتْ فهمه .. راسلها .. أساء فهمها .. أساءت فهمه .. أساء فهمها .. مصمم أنا للمبادرة لا لردة الفعل .. و هكذا .. صارت الشاشة زرقاء .. لا أحد يجزم بتوقف البث .. (علي أن اعترف بأن تعبير سوء الفهم يبدو لي غريبا و به سوء فهم أو تعبير .. كيف يكون فهما و سيئا في آن؟) .. في السلام المربع هل يرث شبه المنحرف الانحراف عن أبيه؟ .... في الأفلام الرومانسية تنشأ العلاقة من سوء فهم .. يصطدم البطل بالبطلة و تسقط الحقيبة .. تسقط الأمطار بسيناريو مشابه : (بربرة الرعود و زعبرة الصواعق) .. لماذا كل هذا الزعيق ؟ .. كل هذه السيول ؟ .. كل هذه الرومانسية؟ .. كل هذا الدمار؟ .. أما من سيناريو أفضل لإقناع الربيع؟






الانخداع بما تفعل الريح :






إذا مررت بالريح تقرأ فلا تقل : يا لذكائها .. يا لسرعة تصفحها .. قبل أن تختبرها






خفة المصادفة و حسن الظن :






(1)

قال : ــ الحديث بلا معنى سفاهة


قلت : ــ بل سريالية


قالت المصادفة : ــ السريالية من السروال


أضاف حسن الظن و هو يؤصل للفظة : ــ و الأصل مما تحته






(2)

تتدخل المصادفة دائما لتجد أو لتوجد المعنى في الهذيان .. فإذا عجزت ــ و نادرا ما تعجزــ تدخل حسن الظن .. بالمناسبة .. الاسم الرباعي لحسن الظن هو محسن الظن الغاوي الأعمى الأطرش






معاناة المعاني :






آه كم تتعذب الكلمات لتتمعنى .. تصور الجهد الخارق الذي يبذله المعنى و هو يحاول اللحاق بنا حينما نقلب صفحات القاموس سريعا كما تفعل الريح






الحد من غرور اللغة:






إذا ذكرنا (الجد) فأي الجدود نعني ؟ والد الأب أم والد الأم ؟ المباشر أم غير المباشر؟ .. العربية لا تعجز عن الوفاء بالمعاني الجديدة فحسب؟ .. الإنجليزية كذلك






ميوعة اللغة و نشوء الأضداد :






(1)

قيل لهم : ــ ادفئوا أسراكم


فقتلوهم






(2)

كانت السيارة التي تسير أمامه قد أشارت بالوامض الخلفي الأيسر (الفريشتا).. فهم من ذلك أذنا بالتجاوز بينما كان المعنى المقصود الانعطاف ناحية اليسار .. أدرك ذلك فيما بعد .. أثناء الغيبوبة






(3)

في سبعينيات القرن العشرين كان وضع الساعة في اليد اليمنى مفردة تعني التوجه إلى الغرب و التمرد على الحاضر .. في نهاية القرن نفسه حملت المفردة معنى آخر و هو التوجه إلى الشرق و الامتثال للماضي .. هل يمكننا اعتبار هذه المفردة من الأضداد؟ .. أم من المفردات التي انتقل فيها المعنى إلى مبنى آخر و هجر القديم تماما؟ .. فكما تعرف المعنى الجديد مبنى جديد بصرف النظر عن التصميم الخارجي .. و لا أهمية عملية لما يسمى بالتأصيل اللغوي






(4)

اشتهر فيدل كاسترو بلحيته الوقورة و هو الشيوعي الذي يؤمن بأن الدين أفيون الشعوب .. لا تناقض فاللحية من الأضداد .. ظاهريا على الأقل






(5)

ذات يوم جلس فيلسوف بائس مثل محدثكم على صخرة في مكان منعزل و شرع يتأمل محاولا حل كلمات الوجود المتقاطعة .. أخذ شعره في التساقط و مع كل شعرة تسقط علامة استفهام .. هل خطر بباله أن علامة الاستفهام قد تكون من الأضداد؟ .. غادر الفيلسوف الأصلع المكان و جاءت سحابة ريانة فهبطت على الصخرة و ما حولها .. بعد مضي حوالي 49 سنة و هي المدة اللازمة لإعداد النبوءات مر بالمكان شيخ طيب أو خبيث ليس ذلك بالمهم .. المهم أنه أعمى أي كان بصيرا .. أبصر علامات الاستفهام و قد نمت حول الصخرة .. فرح بها كثيرا .. انتزع إحداها و اتخذها عكازا حديثا إجابة شافية لكل أسئلة الطريق






القراءة ذات الوجهين (الأضداد في القراءة):






(1)

أرضنا مهبط الرسالات .. نقولها فخرا و نقولها خجلا .. لو لم يكن ارتكاب الموبقات ديدن أهلها لما خصت بكثرة الرسل






(2)

المكان الذي بورك حوله ألا يشمل ــ بفعل امتداد البركة ــ سدوم؟ .. ليست المسافة كبيرة .. المبارك يتاخم الملعون أم يحتويه؟ .. كيف يتم ترسيم الحدود بينهما؟ .. ماذا يفهم من كلمة (حوله)؟






القراءة من الجذر النوني:






ما رواه القرآن المجيد مما وقع مع النبي موسى عليه السلام في مصر حيث قتل المصري الأول بالوكزة القاضية و هم بالثاني يمكن أن يفهم منه :


من الجذر الثاني أن موسى كان يتمتع بقوة عضلية كبيرة


و من الجذر الثالث أن بني إسرائيل كانوا على درجة كبيرة من العنصرية


و من الجذر الرابع أن العداء ضدهم لم يكن من فرعون فحسب بل كان من الشعب المصري أيضا


و هناك جذور أخرى أخشى أن الوقت لم يحن بعد لطرحها






عدم التزامن :






(1)

مر أكثر من 7 سنوات على انتشار النقال أو الموبايل قبل أن يظهر في أحلامي .. ليس المتوقع من الأحلام التخلف بل الاستباق أو التزامن على الأقل






(2)

لغة الشعر دائما متخلفة عن لغة الناس .. ليست الطزاجة و لا التطلع من أولويات الشعراء فيما يبدو و لا من أولويات الأحلام






(3)

عدم تزامن الانتشاء عند الرجل و المرأة في المواقعة الجنسية يفسدها






(4)

عدم تزامن نضج النموين العقلي و الجسدي إهدار لكل منهما على حدة






(5)

لماذا يكون المدرب لاعبا معتزلا؟ .. لماذا يكون اللاعب مراهقا؟ .. الخبرة في جسد و القوة في آخر؟






الحذر من الفخاخ :






(1)

إذا قال مارك توين : الإقلاع عن التدخين سهل جدا فقد قمت بذلك آلاف المرات .. فاحذر كلمة (سهل) فهي مجرد فخ .. إنها مثل (السهل) في العبارة : (السهل الممتنع) .. احذر السهل بصفة عامة






(2)

أما القشة التي قصمت ظهر البعير فلا تلتفت إليها بل إلى الأطنان التي تحتها






(3)

هناك سلم من المستويات البلاغية .. أدناها بلاغة فقاعة الصابون و أعلاها بلاغة الالتقاطة و التأمل و الخيال المبتهج و اليومي .. ليس بصانع من لا يعمل على المواد الخام






المعنى المفضوح:






الأحد = الأول , الاثنين = الثاني , الثلاثاء = الثالث , الأربعاء = الرابع , الخميس = الخامس


الأسبوع اليهودي هو الأسبوع الوحيد (من بين الأسابيع الثلاثة) الذي يتبع هذا الترتيب .. يبدو أننا سرقنا الأسبوع الإسرائيلي أو أننا استعرناه أو تسولناه .. هل نحن عيال على بني إسرائيل إلى هذه الدرجة؟






نثر الحب بين السطور:






ضع إن استطعت كل حبك على السطر .. فطيور هذا الزمن قصيرة المناقير و الأعناق و الرؤية.. مما يشغل العلماء الآن ثقب الأوزون و السعة المحدودة جدا للسطر .. إن السطر في الواقع لا يتسع حتى للهمزة






البحث عن معنى مفترض :






ما أيسر التحديق في وقار .. و هذا أيضا لا أستطيعه رغم سهولته الواضحة .. روحي تايوان مبرمجة للضحك .. إذا استعملت لغيره سخنت .. ليس المرح و لا التهكم بالضرورة .. لعله التعجب و ما التعجب إلا السخرية من الذات حينما تنبهر أو حينما تعجز عن إدراك المعنى المفترض أو عن التسليم فتصدر علاتها إلى الآخرين .. أعجب من سحابة معروقة تعاني أنيميا حادة تعبر السماء في عجلة من أمرها بلا هدف .. أعجب من العصافير تزقزق باستمرار .. و تكرر ذات الجملة .. من الموجة لا تكف عن مناطحة الشاطئ .. من الرعد يثير كل هذه الضجة .. من ظلي يتصبب عرقا و هو يحاول اللحاق بي .. من الطفل يعاني آلام التسنين فإذا اكتملت أسنانه رماها في اتجاه الشمس و شرع في آلام جديدة .. من جسدي ينفق الكثير من دخله المحدود لبناء شعري و أظافري .. و علي أن أهدم ما بناه الجسد .. من عدم تزامن النموين الجسدي و العقلي .. يبلغ الأول أوجه في الشباب و لا يبلغ الثاني أوجه إلا في الكهولة .. من العربي متورط في الهمزة .. لا تقبل بالجلوس مثل خلق الله على السطر


ــ نبي كرسي


ــ ما فيش .. اقعدي ع السطر الله يربحك .. آهي العين ع السطر .. و آهي الغين ... حتى الضاد قاعد ع السطر


ــ هات لي ألف


ــ ماكو ألف .. آخر خمس طروف عطيناهن لباراك أوباما


ــ هات لي واو


ــ ماكو واو .. آخر طرف عطيناه لعمرو .. شحتناه من داود


ــ كل اللي عندكم مشحوت من بني إسرائيل؟! .. هات لي نبرة


ــ نبرة؟!


ــ حاجة مثل الصحن الصغير


ــ عرفتها .. تبسي؟!


و ينطلق العربي سعيدا إلى المطبخ (الكوجينة)


من الفقيه و الميكانيكي الليبي و الحاخام .. الأول و الثالث يقولان بأهمية الختان و الثاني يؤمن بوجود قطع زائدة يمكن أن يعمل المحرك بدونها .. كأنه لا يثق في حكمة الصانع .. صحيح أن الشركات الكبرى لتصنيع السيارات تسحب أحيانا أعدادا كبيرة من سياراتها من الاستعمال بسبب مخالفتها للمواصفات كما تقول .. من قادة و رموز الإسلام يفاخرون بان بني إسرائيل قد نعموا بعصرهم الذهبي في كنف دولة الإسلام و القرآن المجيد يتوعد أولئك المنعمين بأن يسلط عليهم من يسومهم سوء العذاب إلى يوم القيامة .. صحيح أن القرآن المجيد يقول عنهم في موضع آخر : و لقد اخترناهم على علم على العالمين .. من الخرائط تتخذ أشكالا سريالية لتخبرنا: في البدء كانت السريالية .. من الأعلام تقول: إذا أدرت هولندا قليلا تحصلت على فرنسا .. منا إذ نشتق اللواط من لوط النبي .. العدو الأول لهذه الفاحشة .. ترى بأي لسان سوف نقابله؟ .. و كيف نقنعه باعتماد العربية لغة رسمية لأهل الجنة؟ .. (الانجليزية مثلا عادت إلى مدينة سدوم .. فكان اللواط :sodomy و اللوطي : sodomite) .. من الكم المرعب من البؤس الرومانسي المعدي في أدبنا المعاصر .. هذا ما لا أجده حتى عند رهين المحبسين .. من الفصام الرومانسي الشائع يتغنى بالصحراء و يفر من التصحر .. أليس الفعل من التفعل و المعنى من التمعني؟ .. مثله من يمتدح حرب العصابات كوسيلة تحررية ثم يشكو من تحول الشعوب التي تبنتها إلى إدمان القتل .. آه يا غاندي لو ظهرت الآن لكانت مهمتك أسهل .. من الفلاح في الجملة : (مات الفلاح في الحقل) يعرب فاعلا .. يمر بي رافعا ذيله علامة الفاعلية .. ما الذي أنجزه حتى يرفع ذيله علي؟ .. من الريح .. تجري .. تركض .. تجري .. تركض .. تركض لتحمل أي شيء .. لا تميز بين غبار الماء و بخار التراب


أضحك في المقابر و أنا أسأل ساكنيها :


ــ ماذا تفعلون؟


ــ هاهاها .. ما هذا السؤال الغبي ؟ موتى


ــ بصراحة .. بصراحة .. لماذا فعلتموها و متم ؟


فيموت الموتى من الضحك





















ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق